الأحد، 1 ديسمبر 2013

احتلال أوهام ..

احتلال أوهام ..
 
 
فتحت عيني بالكاد أرى النور وكأن حبالا ربطت وهناك من سلط لشد جفني وإغلاقهما .. استجمعت قواي ونهضت مجبرة لإكمال اليوم الذي اعتدت قضاءه بروتين ممل : تصفح الشبكة العنكبوتية , المواقع الاجتماعية , الذهاب للدراسة , سماع محاضرات الجامعة . ثمة أمور متكررة رغم الملل الذي يعترينا حين القيام بها إلا أننا مجبرين على فعل ذلك كل يوم . أشعر دائما بخمول وكسل , ودائما ما يلاحقني شبح المرض والحسد والعين وهذه الخزعبلات التي يزرعها المجتمع فينا , فكلما حكيت لإحداهن عن حالتي قالت لي ارقي نفسك فأنتِ من الواضح أنكِ معيونة , ذاك الشبح جعلني أتوهم جبالا من الأمراض لا حقيقة لها ومن كثرة الأوهام احتلت فكري حتى أصبحت حقيقة , فأنا بالفعل مرضت وذهبت المستشفى ووضعت المحاليل في يدي ونظرت للقطرات البطيئة في المحلول المتحهة لعروقي التي تشعرني بأن الوقت لا يتحرك , وأيضا أخذت أدوية كثيرة ففي الصباح أربع حبوب وفي العصر كذلك والمساء وبينهم حبوب متفرقة , وبالفعل أصابني مرض " كهولة الشباب " ربما يكون مصطلح جديد إلا اني فتاة لم أكمل العشرين ربيعاً بعد ولكن شعوري وإحساسي وتفاؤلي هو بالضبط كما كهل كبير . مرض , أوهام , أوجاع , هموم , جعلتني انتظر الموت ولا أنتظر شيئا جميلاً من هذه الدنيا .
 
حقيقة احتلت الأوهام فكري وعقلي . صدمت حين حدثت أحدهم نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحدا حين أخبرني ان وهم العين هذا لا حقيقة له ولعلي في يوم تدوينة الغد أدون التغيير الذي صنعته في داخلي كلمات ذلك الرجل الطيب .
 
 
طموح الياقوت ( رقية )
 
من وحي التغيير
#حوليات @تدوين يومي

هناك تعليقان (2):

  1. توصيف دقيق .. ولكن شيخوخة الشباب تلك اصابت جيلنا باكمله في وقت ما حتى تخطينا الثلاثين واصبحنا معتادين عليها نعيش معها وتحي بنا ... وفي النهاية لابد من نور يتكسر على الجبين وينير بداية الطريق لكل يوم جديد ... تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. في نهاية الحلقات ربما أسبوع أو اثنين سأكتب كيف انبثق النور .. فانا تجردت من تلك الحياة السوداوية

      حذف